عن الطبع "القذر" و أشياء أخرى

صاحب مدونة( All Seeing Eye ) يسأل:
عن حقيقة طبعي "القذر" في البرنامج إياه .. و في الحياة.
حدث و أن شاهدت منذ عدة أيام على إحدى شاشات التلفزة الأجنبية، ضيفاً يتحدث عن تجربة في غاية الأهمية:
لقد تعرض هذا الشخص إلى حادث سيارة مفجع، أصاب فيما أصاب بعض الأماكن الحساسة في دماغه و تحديداً منطقة الانفعالات!
فقد الرجل كل انفعالاته دون استثناء ، فهو الآن لا يحزن و لا يفرح ، لا يبكي و لا يضحك، لا يحب و لا يكره لا يغضب و لا و لا و لا ...
هو عبارة عن لا شيء، يحاول فقط أن يؤقلم نفسه مع متطلبات محيطه .
شاهدته و شكرت ربي على طباعي القذرة منها و الجيدة، شكرت ربي كوني أشبه معظم البشر و ما البشر سوى عبارة عن كومة انفعالات تتحكم بهم.
القبضاي فيهم هو الذي يتمكن من التحكم بانفعالاته و ليس العكس!
عن طباعي؟ تتأرجح بين الهدوء الشديد و سرعة الانفعال و الغضب ..
لا يمكن لاي انسان ان يكون كتلة هدوء فقط، مستحيل.
و أنت في لحظة الغضب لا تشبه نفسك في لحظة الحب مثلاً ..
قد يكون جزء من طباعي قاس و لئيم لكن الانسان في الغالب لا يمارس او لا يظهر هذه الصفات سوى امام المقربين منه، فمن غيرهم يقدر على مسامحتنا و تقبلنا بحلونا و مرّنا؟
لقد تمكنت من تسخير هذا الجانب المعتم لخدمة البرنامج الذي لم يكن يطلب من مقدمته غير ذلك و لست آسفة على هذه التجربة أبدا، لا بل انني في كثير من الاحيان افتقدها!
أفتقدها و أحيي فيها شجاعة الألف إنسان الذين أتوا بملء إرادتهم، مدفوعين بأسباب مختلفة ..
افتقدها لأنها فتحت عيني على حقائق كثيرة في هذا العصر، نبهتني إلى خوف الناس المرضي من السلطة و بين الخوف و الاحترام فرق كبير.
فتحت عيني على قذارة العصر حيث يصبح كل شيء مباحا من اجل المال و التفوق، علمتني ان الافضل فينا لا يحصل دائما على ما يناسبه كون دسائس الضعفاء عندما يلتفون على القوي قد تعيق تقدمه كثيراً..علمتني هذه التجربة انك حتى و إن كنت ذئبا سيحدث لك مرة و أن تأكلك الضباع!