mercredi 24 octobre 2012

براڤو يا شطورة


في المقهى .. ضائعة بلا هاتفي٬ يتيمة من دون إنترنت.
أضجر.. أراقب الناس.. أموت همّاً.
أفتح الكتاب الصغير.. أقرأ سطراً واحداً.. ثم نصف سطر وأضجر ثانية.
أقلّب أوراق مفكرتي الخضراء.. جميلة كلمة مفكرتي.

أتوقف في صفحة خارطة باريس. أقلب الصفحة : خارطة العالم. أمتّع نظري .
أقلب صفحة ثانية: خارطة أوروپا.. أتجول فيها قليلاً.
أكاد أسمع صوت الرسالة النصية من حيث تركت هاتفي وحيداً يتيماً في البيت على بعد عشرة كيلومترات على الأقل. ( توروروروت) لقد جننت إذاً.
حسن.. إنه هاتف السيدة التي لا أراها في الطرف الآخر من المقهى.. كلنا نصدح بالرنين نفسه.. كلنا واحد لكن هاتفي مختلف..
أشتاقه وأحن إلى شياطينه.

أقلب الصفحة.. خارطة آسيا.
 ألعب لعبتي المفضلة على جدران خرائط العالم: أغمض عينيّ٬ أرسم دوائر بسبّابتي في الهواء وأتركها تخبط عشوائياً في مساحة الخارطة .
أفتح عينيّ أجدني في الهند.. لا وألف لا. ليست الهند ضمن المخطط ولا طاقة لي على الصدمات الثقافية والحضارية الآن.
أصعد بنظري شمال شرق.. أهبط وأتوجه شرقاً.. أين هو؟ لا أراه. اسمه أكبر من حجمه٬ من حجم خارطته.. ها هي.. بالكاد لها ملامح. لا عدسة مكبّرة في الجوار.
أغمض عيوني ثانية.. أحاول استرجاع شكلها في مخيلتي أنجح وأربّت على كتفي علامة: براڤو يا شطورة. والآن سأرسمها على الورقة أمامي. أفشل. أخجل.
متى رسمتها آخر مرة؟ في صف ما في سن ما لا أذكر عنه الشيء الكثير.. شو عيب!
آخر صورة للخارطة كنت قد علقتها على زجاج غرفتي في مراهقة ما في قرية ما٬ كانت مذيلة بعبارة: أصغر من أن يقسّم أكبر من أن يُبلَع. هيك شي أو شيء من هذا القبيل.
ثم سمعتني أقول لنفسي: من الجيد أنني لم أنجب. هكذا تفاديت خطر أن يأتي ولد لي يوما ما قائلا: ماما كيف نرسم الخريطة.. ساعديني على رسم الخريطة.. فأرتبك وأقول بخجل: لقد نسيت٬ لم أعد أعرف كيف نرسمها٬ لكنني في المقابل ـ ولا أعرف ما الفائدة من ذلك ـ أحفظ كلمات النشيد الوطني عن ظهر قلب.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

كنتي عونية بزماناتك؟؟ شيم أون يو!
كنت ناطرة افرا جديدك بعد ما صرتي كاتبة مشهورة.. سرد ممتع كالعادة.. برافو يا شطورة!