mercredi 13 mars 2013

رومنسية





تنظر من النافذة صباحاً.. بساط ثلجي يحيط بشقتك الباريسية.. هدوء تام.. يعكره صوت عصفور خجول وبردان على الأرجح، بضع نقاط ماء من ثلج يذوب، تصطدم على فترات متباعدة بحديد النافذة، تحدث صوتاً أليفاً تعرفه ولا تعرفه..


 في البدء لا تغامر ولا تفتح النافذة. تؤجل الأمر إلى ما قبل حلول الظهر منتظرا ارتفاع درجة الحرارة شخطة أو شخطتين فتصبح صفراً.

تتأمل السكينة خارجاً، تتركها تنسلّ إلى داخلك، تسرح في أفكارك، تنظم شؤون يومك هذا وما سيأتي من أيام..




قبل الظهر بنصف ساعة تعود إلى النافذة إياها مبتسما، ساكناً، متفائلاً، متسلحاً بشجاعة الفاتح.. وتشرّعها على مصراعيها..

 تغمض عينيك، تستعد لتنشق دفعة الهواء النقي الأولى، كيف لا والثلج عند تساقطه يلملم كل ذرات الغبار المتراكم في الهواء.. 

ما زلت مبتسماً، مغمض العينين، حدث كل ذلك في جزء من ثانيتين أو ثلاث على الأكثر.. 

أنت الآن في قمة الاستعداد.. ثلاثة، اثنان، واحد: 
شهيق عميق، عميق، أعمق مما توقعت! تفتح رئتيك و عينيك مذعوراً.. رائحة قلية الثوم والكزبرة تجتاح المكان!

تباً لرومانسية الجارات.

Aucun commentaire: