vendredi 4 mai 2007

البنت دي مش جادّة




أخطاء مهنية لا تغتفر



لم تكن باريس وقتها حتى في الأحلام. لكن شاء القدر بمساعدة بعض الأصدقاء أن صرت فيها عاملة في الراديو.

سنتي الأولى عشتها ليلاً و نمتها نهاراً.

كنت أعمل من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، و لم تكن ساعات النوم نهاراً تفي جسمي حقّه من الراحة و استعادة الطاقة المفقودة.

فعمل الليل يتطلب إيقاع حياة و غذاء مختلفين عمّا نتّبعه لو كنّا نعمل متل معظم البشر.

كان يحدث أحياناً أن يغلبني النعاس عند الرابعة صباحاً، و بما أن ربك دايماً بيعدّلها، كان هناك دائما من يرغب بسماع أغنيات أم كلثوم و هي طويلة كما هو معروف.. أطال الله عمر السامعين، فكنت ألعب الأغنية و أطلب من مذيع الأخبار في الاستوديو المحاذي أن يخلّي أذنه على ما يحدث على الهواء و بطبيعة الحال كان سيوقظني بعد ساعة عندما يحين موعد الموجز.

أين كنت أنام؟ أصفّ ثلاثة كراسي واحد إلى جانب الآخر و أغفو كما الأطفال تماماً.

كنت في العشرين، و كان العظيم محمد عبد الوهاب غالباً ما يمضي أوقاتاً في باريس.

و كنت قبل سفري قد تعاقدت مع إحدى المجلات المحلية على إرسال عدد من اللقاءات و المواضيع.

طبعاً توسّط لي زميلي فتحي النجار عند الموسيقار و أقنعه بالموافقة على إجراء اللقاء.

لم يتردد كثيراً، فرئيس تحرير المجلة كان صديقاً له.

كلمته هاتفياً و اتفقنا على الموعد.

 تجهزت جيدا و أصبت بالقلق و التوتر لعدّة أيام إلى أن أتى يوم الموعد.

الرابعة بعد الظهر.

رن المنبه.. هل رن فعلا؟

لم أصح من نومي، وعندما صحوت أكلني الخجل و لم أتصل للاعتذار، ماذا أقول له ؟ المدام تعمل ليلا و كان ناقصها نوم فلم تصح من النوم؟

جاءني "توحا" في اليوم التالي معاتباً بلطف،ناقلا حرفيا انطباع عبد الوهاب:

البنت دي مش جادّة

4 commentaires:

Anonyme a dit…

بس قال هيك؟ والله مهذب وجنتلمان هالعبد الوهاب. لو كان من "فنانين!" هالايام، بتخيل شو كان قال!!

ريتا خوري a dit…

غيدا
هلق يمكن قال أكثر من هيك و الله و توحا أعلم
بس هالجملة الكتير مهذبة كتير قهرتني وقتها و تعلمت درس أول و أخير
احترام النفس و احترام الاخرين مهما علي او وطي شأنهن
اما فنانين اليوم
او بقلك؟ بلاها

Muhammad Aladdin a dit…

النوم... ايه.. حكايته شرحها يطول
:)
و بالنسبة لي: ايوة، انا مش جاد شخصيا يعني
:)

ريتا خوري a dit…

علاء
حسب من اي منظار نتعامل مع كلمة جاد او جادة
انا تناولتها من معنى التي لا تسعى حتى يكون وقعها اخف علي
اما في امور العمل لا بد من الجدية
حتى لا ينتهي بنا المطاف تسكعا في جادات المدن
تحياتي